في الإعلام.. إذا لم تستح فاصنع ما شئت

أشترك ليصلك جديد موسوعة المعلومات !



في بلادنا كل شيء يخدم الزعيم، والمصلحة الخاصة مقدمة على كل شيء، والمبادئ لا قيمة لها إذا كانت لن تصب في مصلحتك، وتصبح المصداقية وبالا وحملا ثقيلا إذا كانت ستصب في مصلحة منافسك.

من أجل تلميع النظام ونيل رضاه لا يلتفت إلى شرف المهنة، ولأجل تحقيق المصالح والأهداف الخاصة لا يتوقف كثيرا عن القيم، ولا مكان للمصداقية.. بل كثيرا ما ينطبق عليهم الحديث الشريف الذي سار وصار مثلا [إذا لم تستح فاصنع ما شئت].

هذا بالضبط ما ينطبق على الصحافة في بعض بلداننا، وخصوصا في ظل الأنظمة الفاسدة الظالمة والتي انزاح بعضها.. وسأضرب مثلا هنا لصحيفة قومية تتصدر جميع الصحف في إحدى بلداننا، وسبب الاختيار أن القائمين على هذه الصحيفة ارتكبوا أخطاء مهنية وفضائح إعلامية مدوية صارت حديث العالم كله، وسخرت منه معظم الصحافة العالمية حتى صارت أضحوكة دولية وفضيحة عالمية.

في مصر وفي عهد الرئيس البائد والنظام الفاسد كانت كل المؤسسات تتسابق لنيل رضا المؤسسة الحاكمة، ولو كان ذلك على حساب كل مبدأ، فوقعت المؤسسة في فضيحتين كل منهما أكبر من أختها، وكل منهما تكفي لتدلل على مدى ما وصلت إليه الصحافة التي هي من المفروض أنها واجهة أي بلد :

الواقعة الأولى "صورة مفبركة":
صورة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية يوم الثلاثاء 14سبتمبر في صفحتها السادسة فوق مقال بعنوان: ''الطريق إلى شرم الشيخ'' لرئيس مجلس إدارة الأهرام وآخر.. وأظهرت الأهرام صورة "مفبركة'' تجمع الرئيس مبارك ونظيره الأمريكي باراك أوباما والعاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بواشنطن في الثاني من سبتمبر الحالي.

وأظهرت الأهرام في الصورة ''المفبركة'' الرئيس مبارك في المقدمة وكأنه يقود الرؤساء، في حين أن الصورة الأصلية يظهر فيها الرئيس باراك أوباما في المقدمة والرئيس مبارك في الخلف على يسار الصورة.

وكانت العديد من الصحف ووكالات الأنباء العالمية اهتمت، بواقعة تلاعب كبرى الصحف القومية المصرية ''الأهرام'' بالصورة وقالت صحيفة ''التيليجراف'' البريطانية: "إن انتقادات طالت الصحيفة المصرية المحسوبة على الدولة بعد نشرها صورة تلاعبت بها فنياً تظهر الرئيس مبارك وكأنه يقود مباحثات السلام في الشرق الأوسط".

وتحدثت هيئة الإذاعة البريطانية ''BBC'' هي الأخرى عن تلك الصورة ''المفبركة'' ونقلت الاتهامات التي وجهتها حركة ''6 ابريل'' لصحيفة الأهرام بعدم الاحترافية المهنية في نشر صورة متلاعب بها فنياً دون الإشارة إلى ذلك التغيير، ونشرت الـ ''BBC'' الصورتين المفبركة و الحقيقية.

الواقعة الثانية "خبر مخترع":لم تكن أحسن حالا من الواقعة الأولى، بل أسوأ، فهي في الحقيقة تلفيق وكذب واضح وافتراء.. حيث اختلقت الجريدة خبرا ثم التفت من الباب الخلفي للترويج له على أنه جدل في الصحافة العالمية بعد أن نقلته عنها تلك الصحافة.. وسأتركك و ما كتبته وكالات الإعلام والصحف نقلا عن صحيفة (الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية) حيث قالت تلك الوكالات:
انتقدت صحيفة "الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية" صحيفة الأهرام المصرية على خلفية نشرها خبراً ملفقاً عن مناقشة البرلمان لقانون "معاشرة الوداع"، متهمة الأهرام بممارسة "التضليل الصحفي".
واتهمت الصحيفة الأمريكية صحيفة الأهرام بأنها منحت الصحافة الصفراء في الغرب مادة دسمة للإساءة للإسلام والمسلمين، سرعان ما تحولت إلى حملة انتقاد واسعة للإسلاميين وتشهير بـ "انحلالهم الأخلاقي".
وكانت الأهرام قد نشرت خبراً عن تقدم ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة، بشكوى لسعد الكتاتني، رئيس مجلس الشعب، حول قانون "معاشرة الوداع" الذي يسمح للرجل بمعاشرة زوجته بعد وفاتها، والتي زعمت الأهرام بأنه يتم مناقشته في البرلمان.
وقالت الصحيفة الأمريكية: إن كذب الأهرام افتضح عندما خرجت التلاوي نفسها لتنفي مناقشة أي مشروع عن المعاشرة بعد الموت في البرلمان، ناهيك عن عدم إرسالها أي شكوى بخصوص المشروع الغير موجود أساساً.
وأضافت الصحيفة بأن الأمر ليس مستغرباً فأي شخص يعرف المصريين يدرك أنه لا يمكنه أن يصدق مثل هذا الخبر؛ لأن الحديث عن معاشرة الموتى أمر متطرف بدرجة مضحكة، كما أنه لا توجد أي جماعة إسلامية في مصر تبنت مثل هذا الرأي في أي وقت من الأوقات.
ووصفت الصحيفة الأمريكية ما نشرته الأهرام بأنه محاولة لخلق حالة من الذعر تصب في مصلحة خصوم السياسيين الإسلاميين مع احتدام سباق الرئاسة واقترابه من لحظة الحسم. "وذلك وقت نشر الخبر".
وأشارت الصحيفة إلى أن الأهرام تخدم مصالح من هم في السلطة، على حد وصفها، لافتة إلى فضيحة "الصورة التعبيرية" التي قامت فيها الأهرام بالتلاعب بصورة صحفية لتجعل الرئيس المخلوع يظهر وكأنه يتصدر كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وملك الأردن، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية في واشنطن عام 2010.
وقالت الصحيفة ساخرة بأن الأهرام قامت بعد نشر الخبر الكاذب بالحديث عن "أنباء تداولها عدد من الصحف ومواقع الإنترنت" عن مشروع القانون، مقتبسة من عدد من الصحف الغربية، دون الإشارة إلى أن هذه الصحف نفسها قامت بنقل الخبر عن الأهرام.
وأضافت الصحيفة الأمريكية بأن "الحديث عن الجدل" هي حيلة صحفية معروفة تلجأ إليها صحافة النخبة حينما تريد نشر أحد الأخبار التي تتداولها الصحافة الصفراء بطريق غير مباشر فتقوم بالحديث عن الجدل الذي أثير حول الخبر متجنبة الخبر ذاته، ولكن أن تلجأ الصحيفة لهذه الحيلة للحديث عن خبر كاذب قامت هي نفسها بنشره فإن ذلك ابتكار جديد في عالم الصحافة تملك صحيفة الأهرام المصرية براءة اختراعه، بحسب الصحيفة الأمريكية.
واختتمت الصحيفة قائلة بأنه على الرغم من أن الكثير قد تغير في مصر في أعقاب الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إلا أن صحيفة الأهرام تثبت يوماً تلو الآخر بأنها لا تزال على ما هي عليه. (ا.هـ).

لم أكد أنتهي من كتابة هذا الكلام حتى طالعت في جريدة "المصريون" هذا الخبر تحت عنوان: (فضيحة "م.ع" و"م.س"... الجنازة حارة) ونص الخبر يقول:
خبر كاذب نشرته جريدة "التحرير" حول اقتراح قدمه أحد أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور يسمح بزواج البنات عند سن التاسعة!! وعليه.. شحن الإعلامي (م.س) في برنامجه آخر النهار الدكتورة المتزنة الموضوعية (م.ع) ، حول الموضوع، و قاموا كالعادة الإعلامية مع التيار الإسلامي بالهجوم الكاسح والنقد والسحل الإعلامي.
ثم كانت المفاجأة.. اتصال من عضو الجنة التأسيسية الذي زعموا أنه صاحب الاقتراح محمد سعد الأزهري، ونفى علاقته تماما بالموضوع وأنه رفع قضية على الجريدة... صحيح إعلام موضوعي ومهني ومحترم !! (انتهى الخبر).

ألم أقل لكم ... "إذا لم تستح فاصنع ما شئت". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

تعديل الرسالة…

تذكر قول الله تعالى :(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

المشاركات الشائعة

انضم لاسرت معلومة