في مصر.. دعوة لمقاطعة الإعلام الكذوب

أشترك ليصلك جديد موسوعة المعلومات !



سبق أن نبهنا إلى خطورة بقاء نظام المخلوع مسيطرا على مقاليد الحكم.. بعد أن انحنى (مؤقتا) لعاصفة الثورة، وضحى بالمخلوع فقط وقليل من رجاله، مقابل بقاء النظام الفاسد كما هو.
وخطورة الأمر أن هؤلاء الفاسدين ليس أمامهم إلا خوض معركة حياة أو موت مع الشعب الثائر، الذى يحلم بإكمال ثورته وسرعة البدء فى معركة النهوض والتنمية.. لأن هؤلاء القابضون على الوطن إما خائفون من يوم الحساب (الدنيوى) على ما اقترفت أيديهم من فساد وسرقة ونهب وقتل، وإما مرتزقة ومنتفعون من النظام الفاسد، دون وجه حق، ويخشون من الفقر أو ضياع مصادر الدخل الحرام.
وقد انضم إلى هؤلاء وتحالف معهم طائفة من مرتزقة السياسة والإعلام.. وهم بالتحديد:
- الأحزاب الضعيفة التى لا تقوى على منافسة الإسلاميين، والأحزاب الورقية والقوى السياسية الوهمية، التى تدرك أن الحرية والديمقراطية والانتخابات الحرة ليست من مصلحتها، لأن الشعب يلفظهم، وكانوا يسترزقون من نظام المخلوع (بفتات الموائد).. وهؤلاء ليست لديهم بضاعة سوى (الرغى) فى الفضائيات ووسائل الإعلام الكذوب، التى تحتفظ بهم، تحت الطلب، للحديث فى حملات مبرمجة، وكثيرا ما يناقضون أنفسهم نظرا لتغير المواقف السياسية المطلوب منهم الحديث فيها أو ترويجها.
- الكارهون للإسلام، ويضطرون لنفاق الشعب المتدين بالهجوم على الإسلاميين وتشويه المشروع الإسلامى (لصعوبة الهجوم المباشر على الإسلام).. بحجة أن الإسلاميين (يتاجرون!) بالدين.
- بقايا الشيوعيين واليساريين الذين بارت بضاعتهم.. وتعودوا على اللدد فى الخصومة الفكرية مع الإسلاميين، خصوصا مع الإخوان المسلمين، وهؤلاء ليس لديهم استعداد لقبول التعايش الديمقراطى، ولا أمل فيهم.
- الإعلاميون الذين مردوا على النفاق والرقص للسلطان، خصوصا الذين وقعوا ضحية من أكدوا لهم أن العسكرى لن يسمح بسقوط مرشح الفلول، فنافقوه مبكرا وباطمئنان، وهاجموا مرشح الثورة بطريقة منحطة وبمنتهى قلة الذوق.. وعندما انتصرت الثورة أسقط فى أيديهم ووجدوا أنفسهم فى موقف مخزٍ أمام رئيس جاد لا يأبه بالمنافقين، فضلا عن صعوبة النفاق الآن بعدما بالغوا فى الكذب والشائعات، وهؤلاء مضطرون للاستمرار لأنهم لا يعرفون فضيلة الاعتذار والاعتراف بالخطأ، وهم يشكلون الآن خطرا حقيقيا يهدد مصر، ونحمد الله أن كشف حقيقتهم.
هؤلاء وأولئك ما كان لهم أن يجدوا الفرصة لإفساد الحياة السياسية والعمل على تمزيق الوطن وبث الفتن وصنع الأزمات.. لو كان لدينا إعلام محايد أو محترم، ولكن من أين لنا بالإعلام المحترم ومدرسة (وتربية) صفوت الشريف لا تزال تسيطر وبقوة على مفاصل الوطن من خلال أحدث وسائل الاتصال؟

أليسوا هؤلاء هم الذين زينوا للمخلوع سوء عمله، فرآه حسنا؟، ألم يجنوا عليه وعلى الوطن؟؛ كان ينبغى أن يخلعوا معه لكى تنتصر الثورة، وهذا واجب القوى الثورية الآن، وواجب وكل من يخاف على مصر..

لقد أثبتت الجنائز الإعلامية الحالية استحالة إصلاح هؤلاء، وليس أمام القوى الثورية سوى البدء فورا لإنقاذ الثورة بتطهير الوطن من الإعلام الكذوب.. مطلوب حملة قوية للمقاطعة تشمل الإعلام الكذوب والذين يدعمونه بالإعلانات، إنقاذا للثورة والوطن، لنبدأ فورا يا شباب الثورة.
إن مخاطر استمرار تحالف الإعلام مع أعداء الثورة بدأت تطل برأسها مع تسلم الرئيس محمد مرسى للرئاسة.. فهؤلاء المجرمون مستعدون للتضحية بمصر نفسها حتى لا ينسب للإسلاميين أى فضل فى إنقاذ الوطن.. وهناك قوى داخلية وخارجية تسعى لتكرار تجربة غزة فى مصر، وهم يعلمون أن أى حكومة جادة سوف تنجز ما يرفع أسهم الإسلاميين.. وهذا مرفوض بالطبع!.. وهم لا يخجلون من المواقف المتناقضة.. فإن فعل الرئيس شيئا يقولون لماذا فعل، وإن لم يفعل قالوا لماذا لم يفعل!..
وقد بادروا منذ بدء حملة إعادة انتخابات الرئاسة وحتى الآن بالتخطيط لإفشال أى خطوات لإصلاح الخرائب التى أورثها لنا المخلوع.. وعلى الرغم من الكلام المعسول عن الديمقراطية وقبول الآخر واحترام رأى الشعب؛ فقد اجتمعوا على هدف واحد هو عدم الاعتراف بالأغلبية التى أفرزتها الانتخابات الحرة، فبدأوا باللف والدوران سعيا إلى تجاهل رأى الشعب.. إن كثرة الحديث عن حكومة وحدة وطنية كلمة حق يراد بها باطل.. فبعضهم يريد أن يرتزق مناصب وزارية رغم لفظ الشعب لهم فى الانتخابات، والبعض الآخر يريدها حكومة (سمك لبن تمر هندى) حتى تفشل ولا ينسب أى نجاح للرئيس (الإسلامى).
إن الديمقراطيات الناجحة تسعى دوما لتسليم المسئولية إلى حزب منتخب قوى لديه قيادات جاهزة لتحمل المسئولية.. وأعداء الثورة يدركون أن برنامج الرئيس لإنقاذ الوطن يصعب تحقيقه فى ظل حكومة (سمك لبن تمر هندى)، فيصرون عليها، مع علم الجميع أن هذا النوع من الحكومات غالبا ما يصاحب بالأزمات الوزارية التى تعرقل الإنجاز.
إن أهم نتائج الثورات هى التغيير الشامل واستثمار الطاقة الثورية فى إحداث طفرة تنموية تعوض ما فات.. وهذا يتطلب التعاون مع قائد الثورة والثوار لإزالة آثار نظام المخلوع..

لن تنجح الثورة فى النهوض بالوطن دون التخلص الكامل من النظام القديم الذى أورثنا التخلف والفقر، ويجب على كل وطنى معاونة الرئيس المنتخب ليختار فريق العمل الذى يتوافق معه، ويقتنع بخططه وبرامجه.. أما أولئك الذين يناصبون الإسلاميين العداء فكيف سيتعاونون معه من خلال حكومة (السمك لبن تمر هندى)، هذه خطة لضمان الفشل يجب ألا يسمح بها الشعب والثوار.

تعديل الرسالة…

تذكر قول الله تعالى :(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).

المشاركات الشائعة

انضم لاسرت معلومة